مرثيّة الربيــــــع
أوَ هل سمعتم بالربيع ؟!
ذاك الذي بدأت حكايته من الضوء الرفيع
عند اعتناق الشمس للأشجار في يوم بديع
بعد انتفاضات المساء ..
وصرير أروقة السماء ..
ذاب الجليد , وبدّدَ التّحنان بين الشمس والأشجار, أشواق الشتاء ..
فبكى ليبتسم الجميع ..
و استيقظت أزهار روض الحبّ من بعد الهجوع ..
و على أنين بكاءه جاء الربيع ..
مكفكفاً دمع الشتاء ..
مواسياً لغة الفداء ..
معارضاً قذف الرياض له بألفاظ الشقاءِ بقوله :
" لولا دموع البرد ما ازدانت حقولكِ بالبهاء ..
ولما استفاق الزهر من حُلم الضغينة والجفاء .."
فأجَبنَه " ولهذا نعشق ذا البكاء !! "
وعلى براءة حسّها .. ::: ضحك الربيع :::
....
فبعد أن قرّ الشتاء بلطفه طاب المنام
وعمّ دنيانا السلام
و طاب للروض الكلام
عن زهره كيف انبلج
عن ماءه كيف اندرج
عن شوقه للشمس حين استخلفت عين السحاب
وكان بالوجد الحرج .
فاليوم قد جاء الفرج ..
وعلى أثير بهاءها و الأمنيات ..
رحل الربيع !!
ولا تقولوا كيف فات ..
أهدى المروج إلى الخريف بقسوة
ومضى ليعتنق الفوات !!
أو ربما عشق السبات ..
لا لستُ أدري إنما بكت الغصون دماً عليه
بل مزّقت أشجاره الأثواب تحنانا إليه
فالكل حُمرٌ مقلتاه ووجده في ناظريه ..
بالله يا لحن الفرات
أما رأيت بكاءها ؟
أوَ ما حزنتَ على الوجوه الصفر مما نالها
مرضت من البين المروج وما رأفتَ بحالها ؟!
قال الربيع وعينه أمست رعوف ..
فلتخبروها فلتكبر أربعاً في كل ريف !!!
أنا لستُ أعشق داءها فبكائها أمرٌ مخيف ..
لكنما سنن الحياة تقول : " ذا حال الخريف " .
.. هنـــد عبد الله ..
مرثية في فقيدنا الغالي ,, خالي فرّاج رحمه الله ووسع مدخله وجعل
منزله روضاً من رياض الجنّة ..1/ مَا للصروف إذا مَا قُدّرتْ نَظرُ = بَانَتْ وكل زُهُورِ الرّوْضِ تَسْتَطِرُ
2/ بانت كمَلمَحِ مُزنٍ عزّ مَقدِمَهُ= البَرقُ يَخطِفُ حَتَى يُغدِقَ المَطَرُ !
3/ قالوا رويدكِ إنّ الحِبّ " خالكمُ "= قد أوْدَعَ الروح مَا للمَوتِ مُقَتَدرُ
4/ مهلاً أهَذِهِ بعضٌ من نوادرهِ ؟! =كلا فليْسَ لِهَذا يَضْحَكُ البَشَرُ !
5/ صبراً أيا أبتي ما للدموع جرت = لم ينقضِ الأمر حتى يلجم الكدرُ
6/ قال : اهدئي , وارضخي للحق خاضعةً = فالله قدّر أن الكلّ مُحتضرُ
7/ ما كل باسمةٍ في القلب دائمةٌ= بل كل مشرقةٍ في الليل تنتحرُ
8/ ضاعت إجابتهُ في هول موقفنا= كلٌ ذوا ودموع العين تنهمرُ
9/ حلّت كصاعقة والقلب مسقطها= من غير تذكرةٍ تُروى ولا خبرُ
10/ يا للمصيبة ما أقسى معاقلها = تكوي فؤاد الذي في جوفه حجرُ
****
11/ بالأمس حدّثني إذ كنتُ ضائقةً = [[ أن النجاح دروبٌ كلها حُفرُ
12/ لا يخلو سالكها من كل دائرة ٍ = بل إن دربكمُ حُسادهُ كُثرُ !
13/ فلتعملي لجلال الله واحتسبي = عند الإله فقول الناس يندثرُ ! ]]
14/ ما زلتُ أذكر إذ باللين عاتبني= " بنيتي صلةُ الأرحام تنتظرُ "
15/ " بنيتي نَفَس الإنسان منصهرٌ = فلتعملي ليطيب الذكر والخبرُ "
16/ ما زلتُ أذكر صلباً لا هوان له = غير الذي لجلال الله ينصهرُ
17/ كان المعيبُ به أن المسيء له = يلقى الحفاوة إذ بالعفو ينهمرُ !!!
18/ لا زلتُ أذكر كم بالعسر صبّرنا = كنّا نشدّ على الأيدِ ونصطبرُ
19/ واليوم من سيشدّ العزم فيكَ فما = في الناس مثلكَ يا من فقده سقرُ
****
20/ ما إن أحيد بطرفي علّ لاهية = تُنسي الفؤاد مُصاباً ليس ينجبرُ
21/ إلا وأسمع أنفاساً تخاطبني = في كل زاوية ألقى له أثرُ !
22/ ظلّت تصاحبنا ذكرى تؤرقنا = فتسبل الدمع ما للدمع مزدجرُ
23/ أوّاهُ ما فتئ التحنان يقتلني = في مقلتيكِ [ جنا ] والقلب منكسرُ
24/ مع كل طارق باب للتعازي ترى = الأشواق تُنطقها " هل أُلغيَ السفرُ ؟"
25/ كلا بنية ُ ما للموت من لُغة ٍ = غير الرحيل فلا حجزٌ ولا سفرُ
26/ ما الشوق فيكِ سوى أثمانُ رأفته ِ = هذا الحصادُ فمن في الكون يعتبرُ ؟!
****
27/ ربي دعوتك ما للكسر يجبره = إلاّك نلجأ حين استحكم القَدَرُ
28/ ألبس خواطرنا صبراً نكون به = عند المصاب على الإيمان نصطبرُ
29/ واغفر لعبدك فراجٌ وخذه إلى =الجنّاتِ حيث نفوس الخير تنحصرُ .
هنـــد عبد الله ~