يا ليلُ أرهقني الظلام بما به
وبما عليه ومن إليه دعاني !
يا ليلُ أسهرني نحيبُ قصائدي
يوم استخارت في حمى أوطاني !
ما عدتُ أدرك أين أُجلسُ لوعتي
ولأي وجهٍ تذرف العينان !
ما عاد طهر الفجر يحيي مهجتي
فالناس نائمة بلا آذان ِ
قلّ لي لعلّ الله يهدي قائمًا
أيّ المساجد ضج بالأذان
من للهوان أباح نجمك وارتضى
بالصمت أرض السجن للسجّان ِ !
من سربل الشام الطهور بجرحها
ورمى الشعوب بأحلك الأحزان ِ ؟!
من مسّ فجر محمّد وصحابه
متبجحًا بالذلّ والخسران
ومن الذي سبّ الإله تقدس الـ
مولى عن التكييف والنقصان ِ !
لتكاد تنفطر السماء لهول ما
قد حلّ من كفر ومن بُهتان
وتكاد تنهدّ الجبال وأرضها
مما جناه الظلم بالإنسان ِ !
من عاب شمس الكون في كبد السما
فهو الذليل ببقعة الحرمانِ
يا ليلُ قل لي كيف أودى قبحهم
بالأمّة المجروحة الأركان ِ
هم يشبهونك فالشعوب إذا هوى
جوف الظلام تنام في إذعان !
كم شابهوكَ بسواد وجهك إنما
بالبدر قد نُزهّتَ للأجفان ِ !!
كم ظُلمةٍ لبسوا وتاجًا بالخنا
قد ألبسوا متمرس الخذلان ِ
ما ضلّ عن عينيكَ عُمْقُ شِكاية
فسكوتنا وظلامَهُم أخوَانِ .
الأربعاء
16/3/1433