أحتاجُ نافذةً بالصِدقِ مشرقةً ..
تجتاحُ أضرحةً في القلبِ قد بُنيَتْ !!
أشتاقُ أوردةً بالحِلم نابضةً ..
تُحيي جَنَائنَ في الأعماقِ قد سُحقت !!
كذاكَ لِي رئةٌ تشتاقُ زفرتَها ..
في الحقّ مسبقُها ، بالسّبقِ كَم غُبِطَتْ
عينان في خَلَد الأيامِ تفتِنُنا ..
عمّا مَضَى فيُعيدُ السّكبُ مَا سَرَقَتْ
أوتارُ مجلسنا ، آمالُنا ، غدنا ..
أيامُ يقظتنا والشمسُ ما رُئيَت !!
ألحانُ شارعنا والغيمُ يطربهُ ..
والأسْطُحُ الصُمُّ مع أنفاسهِ انتفضَتْ
ما كانَ يَسجُنُنَا مزلاجُ مَنزلنا ..
أو خطوةٌ بَعُدت للهو ما سَجَنَتْ !
الطيرُ يعرفُنا والخيرُ يتبعُنا ..
من جدّةٍ سَبَقَتْ أحلامَنا ودَعَتْ
البيدُ والأنسُ حَول النار تجمعُنا ..
تَحْتَ السّهُوجِ كَعَيْنٍ بالهَوَى وُقِدَتْ
لا شيءَ في نَسَقِ الأيامَ يُقلِقُنا ..
لا ليلَ يذكُرُ عَينًا بالعَنَا سَهِرَتْ
للّه يا ليلُ كم أغواكَ حاضرُنا .. ؟
ما صرتَ تذكُر عينًا في ذراكَ غَفَتْ !
ما عادَ ينشُرنا الإصباحُ في ألقٍ ..
رغْمَ الحياةِ التي في رَوْحهِ بَقيَتْ
كأنّ أرواحنا تمضي على عَجَلٍ ..
كأنّها نَسيَتْ بالأمسِ ما لبسَتْ
أجدادنا : صُحُفٌ نتلو عقائدهم ..
أباؤنا : سُننُ الأجدادِ قد تُبِعتْ ..!
أحوالنا قسَمٌ تنساقُ راضِخةً ..
والناسُ تنتظر الأقسام حيث أتت !!
لا شرّ يجمعنا لا خير يدفعنا ..
صفرٌ ، وغاياتُنا في الصفر ما عُرفت !!
أهدافُنا بُقعُ الظمآنِ يحسبُها ..
ماءً ، إذا اقتربَ الظمآنُ ما وُجِدتْ !!
لا يرتوي كلفا لا يكتفي أسَفَا ..
يَحْيا على كَبدٍ يَفنى وما رويَتْ !!
أيامُنا وقفتْ والأمسُ يرمقها ..
لا شيءَ يبعثُهَا للصِدقِ لو نَطَقَتْ !!
حِبْري يُناضِلُ في تحريكِ جَامِدها ..
وما تثَاقَلَ فيها غير مَا سَرَقَت
العمرُ والشوقُ والغاياتُ تلحقها ..
ولست أعرف أي اللاحقين رَأَتْ
لا شيء يدفعُني للبذلِ غير غدٍ ..
أرجوه ، مما بَقِي من دعوة فنيَتْ .