الثلاثاء، 18 يونيو 2013

هَلْوَسَة !

.
.
.
.


هلوسة !

.
.
.




أقف الآن على بلاطة صغيرة ، وحدها الواضحة بالنسبة لعيني ، أحتاجُ لرؤية كل ما حولي إلى إزالة غبش ، أو ربما أحتاجُ إلى بدرٍ مكتمل أسيرُ على ما يُمليه من نور ، وحدها الشمس كفيلةٌ بمحو كل هذا الإضطراب وأينكِ يا شمس ؟! أينكَ يا هَدَف ؟!


الوصول إلى المرحلة الأخيرة ، يخلق في نفسك بهيمة ضائعة ! تأكل من حشاش 
وقتك الكثير ، لن تتحرر من همجيتها إلا إذا وجدت جوابًا للسؤال الفاصل بين
الوصول والإنتهاء : ماذا بعد ؟! 


يرهقني هذا التساؤل كثيرًا ، وترهقني نفسي أكثر !
عندما تستدل بالنجوم على طريقٍ تسلك عكسه ، وقد تستدل بها على طرق أخرى فتدور بينها حتى تضيع وتتوقف في بداية الطريق الأول !


أحيانًا أتمنى أن ترجع سنواتي الخمس الماضية ، أرمم ما تخللها من ثغرات 
جعلتني أرتاح على عتبات لم أكن أرضى الإستراحة عليها مُطلقًا ! ، أودّ أن 
أعود لتلك السنة التي مرضتُ فيها كثيرًا نتيجة للعلم الذي تفاقم نموّه فجأةً في
قلبي ! كم أتمنى لو تشبثتُ بذلك الخفقان المتسارع !


شهر محرم الماضي كان الأشبه بتلك السنة الانتقالية ، كان غزير المعاني رغم جزالة الرثاء ! أمطرني الله بفضلٍ أعاد ترسيخ الجذور التي اقتلَعَتها عاصفة ذي الحجّة المفجعة ! ، تجليات شهر جمادى الآخر في العام المنصرم ! أخشى تكرار الأقنعة التي سقطت فيه ، أتمنى أن أعدّ كم قناعًا تبقى في جيوب الأيام ؟!  وكم درسًا عليّ التعب لإدراكه !


ثمة عوالق وعُقد على القلب لا يمكن نسيانها ، ومكروه إعلانها
ترفلُ بكميّة من السواد يأبى حيالها القلب أن يتكلم أو ينسى ! 
  

ربما كانت ذاكرتي صلدةً أمام كل السعادة التي ذقتها
في كنف هذه السنين ، لكنها صدئة أمام كل فاجعة وذنب وجفاء
مازالت أشعرُ بفيح تلك الأيام وأنكسرُ حامدة دامعة راضية !


العمر مشاويرٌ لا تنتهي !
ليس لنقطة ختامه قلم ..
كل النقاط التي قرأناها مجرّد فاصلة باهتة وسط العمر
ظننا أنها النهاية 
وإذ بها توقفنا في بداية جملة جديدة ! فماذا عسانا سنكتب ؟! 



هذا الوصول بكل كبريائه وأنسه وأوهامه .. 
يحتاج إلى اختتام فصول خريفيّة !
تحتاجُ أشجاره إلى خلع أوراق واكتساء أخرى زاهية بعد أن تغتسل
بغيث الشتاء ، ورمضان - يا طالبَ الربيع - اقترب ! 
اللهم سددنا وبلغنا .

.
.
.

هنــــد 

8 / 8 / 1434

السبت، 8 يونيو 2013

يومُ التخرُّج !






سجّلتُ في دفتر الأحلامِ أعوامًا .. قد حُققت واقعًا عامًا تلا عامًا ..
كخافقٍ عاش مُلتاعًا فكان له .. من ناره ظَفَرٌ يُنسيه ما ضاما !
تلك السنين التي تنمو بأنفسنا .. مُذ راود الطفلُ في التعليم أقلامًا ..
شقّ البحارَ وفي عينيه منزلةٌ .. قد رامها وطويلٌ دربُ من رامَا
كانت تحاربه الأمواجُ تهزمه .. يومًا ويهزمها بالصبر أيامًا ..
كم سار مبتهجًا من بذله وله .. عند الرقود حسيسَ الجدّ لوّامًا 
يسير مقتطفًا من علمه ثمرًا .. حتى يكون على الآلامِ مقداما 
كم غاضه الفجرُ إذ يجتثّ مرقده .. وكم أغاض بهذا الفجر نوّاما ..
كم ملّ جلسته ظهرًا ومنتظرًا .. درسًا فقام له بالعلم أقواما
كانت بدايته من والديه ، هما .. جوديّ مركبه حُبًا وأحلامًا ..
لولا دعاؤهما لولاهما قسمًا .. هذا الصغير وهذا الطير ما حاما !!
أهديهما فرحي في نيل حلمهما .. هذان منهلُ هذا الكون إكرامًا .


هنـــــد
17 / 7 / 1434 
27 / 5 / 2013