السبت، 17 يوليو 2010

إيليا أبو ماضي ~ ,,


الشاعر : إليا أبو ماضي

تعجبني قصائده ~

ويعجبني حرفه الذي جمع بين الجرح والتفاؤل ~

أحببتُ أن أطلعكم على بعض ذلك الجمال النابع من ذلك القلم الاسطورة ~

ومن لغة الجمال " الفصحى " ينبثقُ كل جمال ,, متابعة طيّبة ~




~ المساء ~




السحب تركضُ في الفضاءِ الرّحْبِ ركض الخائفينْ

والشمس تبدو خلفها صفراء عاصبة الجبينْ

والبحر ساجٍ صامتٌ فيه خشوع الزاهدينْ

لكنما عيناك باهتتان في الأفق البعيد

سلمى.... بماذا تفكرين؟

سلمى..... بماذا تحلمين؟

...........................

أرأيتِ أحلام الطفولة تختفي خلف التخوم؟

أم أبْصَرَتْ عيناكِ أشباح الكهولة في الغيوم؟

أم خفتِ أن يأتي الدجى الجاني ولا تأتي النجوم؟

أنا لا أرى ما تلمحين من المشاهد إنما

أظلالها في ناظريكِ

تنمّ يا سلمى عليكِ

.........................

هذي الهواجس لم تكن مرسومة في مقلتيك

فلقد رأيتكِ في الضحى ورأيته في وجنتيك

لكن وجدتكِ في المساء وضعتِ رأسك في يديكِ

وجلستِ في عينيكِ ألغازٌ وفي النفس اكتئاب

مثل اكتئاب العاشقين

سلمى..... بماذا تفكرين؟

............................

بالأرض كيف هَوَتْ عُرُوش النور عن هضباتها؟

أم بالمروج الخضر ساد الصمت في جنباتها؟

أم بالعصافير التي تعدو إلى وكناتها؟

أم بالمسا؟ إن المسا يخفي المدائن كالقرى

والكوخ كالصرح المكين

والشوك مثل الياسمين

.....................

لا فرق عند الليل بين النهر و المستنقع ِ

يُخفي ابتسامات الطروب كأدمع المتوجع

إنّ الجمال يغيب مثل القبح تحت البرقع

لكن لماذا تجزعين على النهار و للدجى

أحلامهُ و رغائبهْ

و سماؤهُ و كواكبه ْ ؟!

....................

إن كان قد ستر البلاد سهولها و وعورها

لم يسلب الزهرَ الأريجَ ولا المياه خريرها

كلا ولا منع النسائم في الفضاء مسيرها

ما زال في الورق الحفيف وفي الصبا أنفاسها

و العندليب صداحه

لا ظفره وجناحه

......................

لتكن حياتك كلها أملاً جميلاً طيبا

و لتملأ الأحلام نفسكِ في الكهولة و الصبى

مثل الكواكب في السماء وكالأزاهر في الربى

ليكن بأمر الحب قلبكِ عالماً في ذاته

أزهاره لا تذبل ُ

و نجومه لا تأفلُ

..................

مات النهار ابن الصباح فلا تقولي كيف مات

إنّ التأمل في الحياة يزيد أوجاع الحياة

فدعي الكآبة و الأسى واسترجعي مرح الفتاة

قد كان وجهكِ في الضحى مثل الضحى متهللاً

فيه البشاشة و البهاء

ليكن كذلك في المساء.




ايليا أبو ماضي


....

الجمعة، 16 يوليو 2010

~ هنا سيكون لي مرفأ ~



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الذي علّم بالقلم , علّم الإنسان ما لم يعلم

والصلاة و السلام على سيدنا الذي جاء لمكارم الأخلاق متمم

وعلى آله وصحبه الأبرار ومن تبعهم واهتدى بهديهم إلى يوم الدين , ثم أما بعد :



فإن من البيان ما يأسر الألباب

وإن من غمام الأقلام ما يسقى فؤاد الظمآن


للحروف في أجوافنا هتافات

وللمشاعر بين أضلعنا عجعجة


تبسم الدنيا لإشراقة حرف

وتشرق الشمس على ضفاف قلم ..


فكم مسحت من دمعة وأقالت من عثرة وشفت من ضمير و أقلّت من هجير ..!

كانت ولا زالت الأقلام ظلالاً تحوي كل روض ..

بل هي الدوّح التي تترنّم عليها طيور الضمائر والقناعات

فمتى ما أرعدت العواصف حولها وجدت تحت غصونها ملجأً دافئاً ...





هنا سيكون لي دوَح وظلال

وعلى مرافئ هذه المدونة سأرسو ما بين عزم وشعر ونثر


سأطلق لشمس يراعي العنان ليختار أيّ الوديان سيحوي ..

و كم يرجو بأن يزهر لإشراقته روضٌ وأن تبتسم لإطلالته سماء .






هنــــــد ~