الاثنين، 6 يناير 2014

الحُمّى الأخيرة ! - رثاء







إنّي رأيتُ بما يراهُ الرائي ..
صوتٌ يقول لنا بلا إيحاءِ : *


( حمّى أخيرةُ ) !
فاعتراني ما اعترى سحب الشتاءِ
إذ ابتدأتُ شتائي !

في دفئها ما مرّني بردٌ وما
اسطاع الصقيعُ بأن يفض ردائي !


قد كنتُ أبكي في المنام وحالما ..
نُبّهتُ دامَ توجدي وبكائي


أبكي ؟!
وهل حَسّ البكاءُ بأنني ..
قد متُّ في ألمي وعفتُ بقائي !

إنّي أرى في كلّ بابٍ موعدٌ ..
للوجدِ ينزعني عن الأحياءِ !


إيهٍ أيا بيتًا 
كريمًا عامرًا ..
من بعدها ستُصابُ بالإعياء !

من آلفوكَ 
ستنمحي خطواتهم .،
لن تُطرق الأبواب دون هواءِ

قد كنتَ محتفلًا بها 
وبدونها ..
تقضي الحياة
بأنفس البؤساءِ

لولا الرحيم وأنها وفدت على ..
هذا الرحيم لما أطقتُ بقائي ..

ربيّ
ولا يبقى سواك .. 
أخذتَ ما ..
أعطيتَ 
في حقٍّ وعدل قضاءِ


اغسل فؤادي بالرضا وامنن على ..
تلكَ الصبور بجنّةِ الشهداءِ


مازال في الدنيا بقيّة جدّتي ..
( أمّي )
ومازال الدعاء عزائي !



* في تلك الليلة كانت جدتي تشكو من حمى خفيفة
رأيتُها في المنام على فراشها وصوتٌ يقول لي أنّ هذا آخر مرض يصيبها
واستيقظتُ على بكاء أمي !
رحمها الله وأسكنها فسيح جناته .


هنــــــــد
انتفَضَتْ يوم خميسٍ عاصف !
 ١-٣-١٤٣٥ هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق