الرابع من رمضان 1432هـ
{ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا } ( البقرة 144 )
في هذا الموقف الحنّان .. بين كرم المُعطي وأمانة المُبلّغ
يُقلّب الحبيب - صلى الله عليه وسلم - وجهه في السماء مرّة بعد مرّة
منتظرًَا نزول الوحي بشرائع القبلة
ليرضيه المولى جلّ وعلا بأن جعل مكة قبلة للمسلمين كافة !
فلنثق أن ما بين عطايا الله جل وعلا التي تُرضينا سوى أن نرفع أيدينا
ونقلّب وجوهنا في صفحات السماء ... وبأمانة !!
أما وإن وصل الشرف بأن يذكرنا العظيم جل وعلا في نفسه
وعند ملأ خير من الملأ الذين ذكرنا الله عندهم !!
فماذا ننتظر ؟!
وبأي غبن نكفّن أوقاتنا التي لسعتنا عقاربها غفلة عن ذكر الله جل وعلا ؟!
.. ربنا بارك لنا في أوقاتنا واجعلها عامرة بذكرك ..
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } ( البقرة 155-156 )
بأي دماءِ أمّتنا أدوّنهمْ ؟!
بأي مجازر الدنيا سأسْتَوحِي الجراحَ لهمْ ؟!
بنَبْرَاتِ الأسى معهم على أوتار مدفعهم ؟!
أم القحط الذي أودى بأفئدةٍ كما أودى الرصاصُ بهم ؟!
أجيبوني فقد كلّت دموعُ القافِ من دمعي
وجفّ الحبرُ في هَول التياعي من مدامعهمْ
.................................
أغيثوني بحرفٍ صادق يُهدي الوفاء لهم
ويشفيهم ويُرضيهم
عن الصمت الذي جَعلَ الجراحَ اليومَ علقمها كبلسمها
فصار القدس تاريخاً للوعتهم
وصار الدمّ في أصقاع أمتنا تضاريساً :_
..............................
* بها قممٌ كساها الثلجُ فاعتادت ترى الأطفال موتى في معاقلهم !!
من الخوف الذي قد ضمّ فرحتهم
أو الجوع الذي أنساهمُ معنى ابتسامتهم
فلا شمسٌ تذيب الثلج كي تحوي براءتهم
.................................
* بها شطآن عزّتنا وشمس العز قد ماتت !!
نسيمات الصباح بها على الآصال قد طافت
فصدّتها وفي أمواجها وجدٌ وقد قالت :
عروق العز في الأبناء نابضة وما زالت
فردّ الفجر مكسوفاً :
و هل للبدر من حيَلٍ إذا ما الشمس قد ماتت ؟!
................................
* بها الوديان مزهرةٌ بغيث من مدامعهم
وسيلٌ عارمٌ يسقي الشعوب اليوم من دمهم !
على الأطلال فسّاق الهموم تُطلّ أعينهم
فيلوون الرؤوس " لقد مللنا من مصارعهم " !!!
وينعمسون في اللذات ِ ..
لا قلبٌ به حُرَق ٌ
ولا عينٌ بها أرق ٌ
ولا شكرٌ على نعم ٍ
ولا حمدٌ لمنعمها
ولا عينٌ بها أرق ٌ
ولا شكرٌ على نعم ٍ
ولا حمدٌ لمنعمها
ولا ألمٌ سوى ألم الهوى يُحيي مواجعهم !
.........................................
إلى العين التي نامت على كفّ من النعم ِ
إلى النفس التي ملّت من التحنان والألم ِ
إلى الشمس التي ماتت عن الشطآن والقمم ِ
إلى البدر الذي يحيى على العرفان والشيَم ِ
.....................................
رأيتم قهر سوريّة ..
وكيف تساقط الشبان من ظلم وبعثيّة
وفي ليبيا وباكستان أصوات جهادية
وفي الصومال أفواجٌ تموت الآن منسية
فكيف النوم يهنأكم ؟!
وكيف النفس تشغلكم ؟!
وكيف تطيق أعينكم بأن تسهو عن الدمعات ِ بالفسق الذي قد بات
يلهو في مصارعكم ويُنسيكم مصارعهم ؟!
.........................................
أغيثوهم.. بأحوال ٍ تسرّ اليوم أمتنا
وترفع راية التوحيد تمحو ذلّنا عنّا
أغيثوهم بشكر يبعث النسمات في شطآن عزتنا
وبالدعوات زيدوهم لتحيا شمس قوّتنا
ويبدو البدر وضّاءً يبشرهم و يجبرهم
ويؤنسهم , يدثّر بالسكينة قلب خائفهم
فقد قال الإله الحقّ أن العزّ حالفهم
{..إذا ما غيّر الأقوام من أحوال أنفسهم .
.
.
حرر في 4 رمضان 1432هـ
::::~ هنـــــــد ~::::