الخميس، 11 أغسطس 2011

المحرابُ الأوّل ..~

المحرابُ الأوّل ..~
فجر الثاني من رمضان 1432هـ ...




{
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ.


يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ } ( البقرة :8-9)



كما أن أعظم الفوز للعبد أن يوفقه الله لدروب الجنّة من حيث لا يحتسب


فإن من أعظم الخسران أن يخذل الله العبد من حيث لا يشعر !!


وهو الخطر الذي يتسلل إلى قلوب الذين يدّعون الإيمان بالله واليوم الآخر


لكنهم يخادعون أنفسهم فلا ترى لهم انقياداً لأوامر الله عز وجل


فكان جزاؤهم أن أغفَلَهم الله عن هذا الخطر الذي وقعوا فيه


وتركهم في سكرتهم يعمهون !!


وما أكثر الذين يتخبطون في غياهب الغفلة !


نسأل الله السلامة والعافية




{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ


وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الفَسقين } ( البقرة : 26)



عندما يضرب الله - جلّ وعلا - مثلاً في البعوضة وجناحها لإيضاح الحق


يقابل المؤمنون هذا المثل بالتصديق ويَستَقون منه اليقين حد الإرتواء


في الوقت الذي يزداد فيه الظالمون ظلماً لأنفسهم ويستنطقون الضلال بقولهم [ ماذا أراد الله بهذا مثلاً ]


فيشربون الإحتقار في قلوبهم حد الضنك !!


فالـ{.. حق ,’ غمامة رحمة ’, لا تُساقُ إلى من شيمتهم الإحتقار ..


الذين يستهزؤون بكل قطرة حق ويسخرون من كل وابل صدق في أمانة ناصح أو موعظة عالم


إنما يسوقها الله إلى القلوب التي وفقها للحياة بها والإرتواء منها .




{ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } ( البقرة :38)

المسافرُ في وضح النهار


يرى الطريق بوضوح ويسير عليها بثبات


حتى وإن تلبّدت الغيوم في سمائه فإنه لا يخاف ..لأن النور حليفه .,،



بينما المسافر في جوف الليل


تراه يقف عند كل محطة ليسأل العابرين عن الطريق الصحيح !!


أما وإن تلبّدت الغيوم في سمائه فتراه يجعل أصابعه في أذنيه من الصواعق حذر الموت


لأن الظلام رفيقه




والله سبحانه وتعالى قد تعهّد بالأمن لمن اتّبع شمس هداه


فيا مسافرًا- وكلنا مسافر - لا تستبدل شمس توفيقه بوحشة ليلك وقلّة حيلتك .


.


.


.


حرر في 2 رمضان 1432هـ


::: هنــــــــــــــــد :::

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق