الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

سَجايا فِتـَن ...~

عَظيمُ التولّعِ قامَ يُغنّي على ليلنا
من سَجايا فِتَن !


سوادٌ ترنّح فوقَ القُلوبِ
سُكارى شراب الهوى والمحن !


وظلّ يُشِيدُ الخُطى بالخَطا ..
تضجّ الحمى من مساوي الرُّعاة ..


تمدّ يديها تريد العَطا ..
فتنهرها كِذبةٌ من وشاة !!


ففيها من الشجب مالا تُطيق ..
تريد غذاءً ..
تريدُ غِطاءً ..
وتحلم دوماً بأدنى دواء ..


ولكنها تستحثّ الطريق ..
ومن غير زرعٍ تـُمنّي السماء !



فلا تعجبوا من عظيم التولّع كيف يرى الحُبّ كل الحياة ~
ولا تعجبوا من مساوي الرعاة ~
ولا غرو إن قطّعونا الوشاة ~



فنحن كأرضٍ تُريدُ النّماء
بغير بذورٍ ومن دون ماء
!


و إن بَرق المزن فوق الجبال
غَفَت عنه حتى تجفّ الرمال
!!


و إن لمحتْ شمس يوم النقاء ..
تمنّت سحاباً كريم العطاء
!!!


فياللسذاجة ِ يا للتخلّف يا للتهاون يا للغباء !.

هنـــد ~

قولي لهم يا وردةَ التقوى بأنّي مسلمة !i!



في روضتي
وعلى ضِفَافِ محبتي ..
يمضي بيَ الإقدامُ في عزّ يقودُ عزيمتي
لن أنحني
لن أرعوي
فالله يحمي رونقي
ولأمره أنصاع حتى أرتقي
ولأجله – مولايَ - لا أرعى كلام الأخرقِ
يُعلي يصيح بخبثه :
"
لا ترضخي
لا ترتضي
ولزمرة التشديد والتعقيد لا , لا تسمعي
أنتِ بغير الشوكِ أبهى طلةً
تُرضين أعيننا بحلو المطلع ِ
وتنالكِ الأيدِ بكل سهولة ٍ
وعلى طريق الانحلال
تمتعي
وتطوري
وتقدمي
فإلى متى تبقين للصوت المزيف تسمعينَ

و للتخلف والتشدّق والعمى لا تخضعي "
..
لن أرتضي بكلامكم
لن أنحني لخداعكم
فالله مولانا ولا مولى لكم


عجباً !

أكان العزّ يشرق في غدي ؟!
لو كانت العينان والأيدي ستبطش في يدي ؟!
فمتى أكون رخيصةًَ ؟
ومتى أكون ذليلة ً ؟
إلا إذا خالفتُ شرع الله ربي موجدي
..
فأنا هنا في روضتي ..
وعلى دروب المحنة ِ ..
أسمو بمملكتي التي تهوى دموع الرهبةِ
وتذوب في دنيا الرجاء لربها في رغبةِ
فيضيع درب المحنةِ
بين الرجا والرهبةِ

~
ليفوح عطري من هنا
" من خافقي "
ويعمّ أرجاء الرياض
بذكر ربي خالقي
وأصوغ للدنيا حكاية عزتي
و تأملي :

أني التزمتُ بأمر ربي فاستقام الدهر لي .











وأنا هنا في روضةٍ
وعلى
ضفاف محبةٍ
لكنها لا تحتوي نفسي فقط حتى أقول بعزّةٍ :
" أنْ هذه هي روضتي " !
بل قد حوَت من كل
بحر قطرةِ
من كل
عين نظرةِ
من كل نفسٍ عثرة
فغرقتُ في لجج الهوى


مفتونةً
مطعونةً
مهتوكة ً
لا شوك يحمي رونقي
لا طهر يحوي خافقي
قد زيّن الشيطان درب التيه لي
فعصيتُ ربي خالقي
وغرقتُ في مستنقعاتِ الكاذبين توهماً
فسرى إليهم زورقي ..

قالوا السعادة ها هنا
!!


قالوا التطوّر ها هنا !!


قالوا انعمي وتدللي في ظلّ حبٍّ هيمنا
قالوا وقالوا طائلٌ , ووجدتني
صدقتهمْ
وأطعتهمْ
لكنني في لحظةٍ , و ظننتُ أني أزدهي
فوجدتُ أني ذابلة
متقطعة
أوراقيَ الخضراءُ تشكو من خريف عارم أودى بها ..


بل كيف تُزهر من غدت لا حصن يحوي روضها ؟!


لا ستر يحمي عزّها ؟!
عبث الغبار بها فأحرق لونها وجمالها
وبقيتُ أرثي عزتي ..
قلّبتُ عيني يمنةً
قلّبتها في يسرةٍ

لم ألقَ عيناً ترتجي قربي وتسعى نيلها
غير الذين تنمقوا في فتنتي
لمّا رأوني
كاشفة
متبرجة
متحرّقة
هدأتْ نفوسهمُ وولّوا تاركينَ ورائهمْ
مطعونةً


يشكو الحياء مرادها
يرثي النقاء فؤادها

تحيى على بستان خيرٍ مشرق
لكنها ذبلتْ
بفعلِ الضنكِ والهمّ الذي أضحى بها

قولي لهم يا وردة التقوى بأني مسلمة
لكنني لم اتّق ِ مولاي فانقلبت حياتي مظلمة
بل محرقة
والآن لا لن أرتضي


واليوم لا لن أنحني


حتى متى أبقى بوحل الذلّة ِ ؟!


حتى متى يا قلبُ تهوى فتنتي ؟!



سأُلمّ بعضاً من هدى


وأصيح دوماً في المدى


أنْ تبتُ للرحمن علّ الله يغفر ما مضى
وأعيشُ للرحمن لا أعصيه دوماً ما روى


البستان قصّة وردةٍ دخل الربيع على خريف حياتها


فأحال ظلمتها سنا


وأقال عثرتها هدى .


.


.


.


هنــد ~

تنهّـــــــــــــــــداات ... || أنين المذنبين ||









حلّ الظلام كزفرة المسكينِ = متنهداً وعيونه تحويني
حمراء ترثي شمسها رغم اللظى = فكأنها عيني التي ترثيني
لا تحسبوني في سراديب الجوى = متأججاً ومؤملاً تمكيني
ويح القلوب تكالبوا في عشقها = فغدت رهينة مطربٍ ورنينِ
كانت محلاّة بثوب من سنا = فرمت سناها وارتضت بالدون ِ
لي في سكون الليل أسمى قصّة ٍ = أبطالها دمعي وصوت حنيني
حتى إذا اختنق السواد رأيتُ في = دمع المآقي راحتي وسكوني
فهرعتُ والأرواح خامدةٌ على = أوتارها في غمرةٍ و لحون ِ
وقصدتُ جالية الهموم أزيدها = من مدمعي فتُجيد في تلقيني
"حتّامَ أبقى يا إلهي مذنباً ؟ = حتّام أنسى أنني من طين ِ ؟
حتّام يبقى القلب في لجج الهوى = متغطرساً والنور في تأبين ِ ؟ "
ووقفتُ في عِظَم المقام مطأطأً = رأسي و معترفاً بجرم سنيني
لله للقيّوم للحيّ الذي = من حلمه,مع زلّتي , يعطيني
طالت حكاية ذنبنا وتطاول الـ = شيطان في إغراقنا بالدونِ
عظم المصاب إلهنا , ما حيلتي ؟ = إن لم تكن رحماتكم تحويني ؟
مالي سواكَ أيا عفوّ فمن لنا = إن غُلقت أبوابكم من دوني ؟
ذنبي عظيمٌ والأماني نلنَ من = عزمي وأودعنَ الصمود عضينِ
ولكم أجاهد نفسيَ الخطّاء في = وادي الهوى والدمع كم يكويني
رباه عفوك أرتجي لا تحرمنْ = عفواً يزيل تحسراً يلويني
ناجيتُه متضرعاً متألماً = ثم ارتميتُ وزفرتي تطويني
أرجو حماه ولا ألوذ بغيره = هو وحده من علتي يشفيني
من وسط ليلٍ دامس أعلنتها = صيحاتُ قلب ضاق بالمكنون ِ
فرمى بما ألفى عليه الضيق في = باب الرحيم ومن به تمكيني
من هكذا نُسجت حكايتنا التي = صاغت بطولتها دموع عيوني
ثم انتهت في توبةٍ رُسمت على = وجه الصباح كفرحة المسكينِ ।







هنـــد ~

رُبَّ حالٍ أبلغُ من مقال ..

.. رُبَّ حَال ٍ أبلغُ من مقال




1) استيقظ مع بدايةِ ارتسام الشفق على الأفق ..

أخذ زفرةً عميقة وهو لا يزال جالساً على فراشه في غمرة الكسل ..

وبين غفوة عينٍ و انعطافة رأس ,اعتلت المآذن بالتكبير

وعلى أصواتها ارتسمت فرحة الصائمين بتمام صيامهم ..إلا هذا

قام فزعاً من صوت الآذان .. وبدأ يركض هنا وهناك ..

ليس لأنه يريد اقتفاء سنّة المصطفى – صلى الله عليه وسلم - بالتعجيل في الإفطار .. لا

بل ليصلّي الظهر والعصر جمعاً مع آذان المغرب !




!!!!!!





2) أفطر من خيراتِ الله مدّعياً تمام صومه الذي ما نال منه إلا النوم ..

نهض يريد صلاة المغرب فبادرته والدته قائلة : ظننتُ أنك جمعتها مع الظهر والعصر !

ضحك الجميع على هذه الطرفة التي اختتموا بها مجلس الإفطار ..!! ## ( ولا تعليق ) ..




{ ذلك ومن يُعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب }





3)عاد إلى بيته سريعاً ..

اعتلى صوته منادياً أخاه وأهله أن اجتمعوا سريعاً ..

تحلقوا حوله وهو يصيح بهم : سريعاً , سريعاً

قال له والده : اصبر عليّ قليلاً يا بُنيّ ..

قال : أسرع فالحلقة ستبدأ الآن !!!

و( رمضان يجمعنا )



~




فهل لله حاجة في أن يدع أمثال هؤلاء طعامهم وشرابهم ؟!



غداً توفّى النفوس ما كسبت .. ويحصد الزارعون ما زرعوا

إن أحسنوا, أحسنوا لأنفسهم .. و إن أساءوا فبئس ما صنعوا




" ماذا فات من فاته خير رمضان ؟ وأيّ شيء أدرك من أدركه فيه الحرمان ؟

كم بين من حظّه فيه القبول والغفران , ومن كان حظه فيه الخيبة والخسران ..

رُبَّ قائم حظّه من قيامه السهر , وصائم ٍ حظّه من صيامه الجوع والعطش " [ ابن رجب ]






حُرر في 18/رمضان /1431هـ


هنـــد ~

فجـــــرٌ جــديد ..

" فجـــــــــــــرٌ جــــــــــــديد "

ما بين عين النرجس الزرقاء ِ
لمعانُ لؤلؤة الحمى الوضّاء

ِ ترثي بقايا المجد منذ خروجها
تسقي خدود الوردة الحمراء ِ

تحكي لنا من ذا يخال بروقها
إلا انزواءً في دجى الظلماء ِ

تحكي بأن الشمس رغم شموخها
تبدو أمام السحب كالعصباءِ

لكنّها لا تنزوي في سفرها
بل تصنع الأنوار للعليــاء ِ

فتشق عسجدها على هام الذرا
لتُري لوجين الماء ما الشمّاء ِ ؟

وتبدد الظلمات رغم غيومها
لتُضيف فجراً زاده معطائي ...

أرعى خيوط الشمس منذ بزوغها
حتّى يمحّص فجرها أهوائي ...

تسري لتقتل في فؤادي كبره ُ ...
وتجدد النسمات في أجزائي ...

وتعمّق النصر الجريح تُزيدهُ...
كرماً بفائض أدمعي ودمائي ..

أرجو سليل الفجر من نبضاته ...
نبضاً يزيح معاقل الضرّاء ِ ...

فأراقب الأطيار كيف تخالها ..
خِفّاً لتسبح في هوى الأجواء ِ ...

وتمدّ تعريفاً على تقصيرها
لله في أوتارها الجزلاء ِ ..

وتحيك بعد العاليات تماتم الـ
تسبيح ينطقها غدير الماء ِ ..

وكأنه يحكي يقول لربّه ...
حمداً إلهي أن شققت مضائي ..

وأرى الجبال معانقاتٍ للعُلا
بعمائم ٍ مزهوّةٍ بيضاءِ ِ ...

رَسَمَت معانِ الودّ في سكناتها
وبها وقار الشيخ والعلماء ِ ..

فكأنها تستغفر المولى على
ذنب التكبر أو سموم رياء ِ ...

حتى إذا ارتجفت رعودٌ حولها ..
لم تنثني لمعارك الأجــواء ِ ...

كم ألجمتني في عزيمتها التي
لا تنثني كعزائم الشرفــــاء ِ ..

هذا و يسلبني السّهوج إذا حوى
ورد الرياض على غدير الماء ِ

يعلي الصفير مكبّراً لله في
تعظيم من أعطاه خير عطاء ِ

والعين سادلة ٌ ستار ذهولها
حتى تنير مكامن الأضواء ِ ...

في كل سارحة ٍ على فجر الورى
لهجات تسبيح وخير مضاء ِ ...

سبحان من قد ألهم الدنيا هدى الـ
تسبيح تلهجه بلا إعيـــاء ِ ...

سبحان من أعطى الصباح مناهج الـ
تعليم للإنسان في الأحيـــاء ِ

كم لي بفجر الكون ألف حكاية ٍ
وعهود إيقاظ ٍ وخير جزاء ِ ..

لي فيك يا فجر الصباح مناهلٌ
تحيي القلوب وتحتوي أعضائي ...

هذا الذي لمعت بضوء بزوغها
مرأى المآقي لؤلؤ الهدباء ِ

مابين عين النرجس الزرقاء
وسقت خدود الوردة الحمراءِ


هنـــد عبد الله ~

مرثية في الشيخ العلاّمة : عبدالله بن جبرين - رحمه الله -

مرثية في الشيخ العلاّمة : عبد الله بن جبرين - رحمه الله رحمةً واسعة -



أمست دموعي سائدات قصيدي = والوقعُ طعنٌ في صميم وريدي

ما كانت الأشعار تحكي حزننا = كلا وليست تحتوي تنهيدي

أنا لستُ أحكي عن خسارة أمتي = في المال أو في أسهمِ ووعودِ

أنا لستُ أحكي عن خسارةِ أمتي = في حرب فكرٍ أو بآل حديدِ

أنا لستُ أرثي ضعفنا رغم الأسى = رغم الحطام وسطوة التهديدِ

كلّ الخطوب تهون فيما قد أتى = من وقع خطبٍ صار كالجلمودِ

كل المآسي ماضياتٌ إلا ما = كانت بحق العلم ِ والتجديدِ

خسرت جموع المسلمين منارةً = كانت لدرب الله خير بريدِ

في يوم ذا الاثنين فاضَت روحه = لله طابت فيه كل عهودِ

يا شيخنا فارقتنا بعد الأسى = مرضٌ ولم يمنعك طيب جهودِ

يا ابن جبرين الحروف تكالبت = في خافق الإسلام والتوحيدِ

القلب يحزن في فراقك عنوةٌ = والعين تدمع من لظى تسهيدي

لكنه قدَرٌ ولله الملا = الكل فانِ إلا ذو التمجيدِ

رباه فارحم شيخنا و اجعل له = في قبره نوراً من التوحيدِ

يجلي الظلام عن المعلّم في الثرى = تحت التراب وفي بيوت الدودِ

هذا ونرجو الله تعويض الهدى = خيراً على حقّ وصبر عتيدِ

يمشون مسرى شيخنا في سنّة الـ = هادي الذي قد جاء بالتمجيدِ

صلّى الإله عليه ما غمر البرى = غيثٌ وسلّم ربي يا معبودي


رحمه الله رحمة واسعة ..

هنــد ~ ..

تهنئة إلى عراقية في العيد السعيد ..>< ..



يا ابنة الأحرار هاكِ قصيدي ... فلقد تلعثم خاطري وبريدي

قلبي وشعري يرنوان إليكم ُ ... أهل العراق بخافقي ووريدي

أشتاق رونقكم على أهل الورى ... أشتاق عزّتكم كسيف حديد ِ

أشتاق ضحكتم تعمّ دياركم ... أشتاق بهجتكم كلون ورود ِ

يا ويح قلبي من سجايا أرضكم ... جرحى وقتلا في حمى التهديد ِ

أهل الخبائث استباحوا أرضكم ... قد دنسوا فيكم سموّ عهود ِ

تاريخنا المعتزّ يرثي ضعفنا ... في ظل هارون الرشيد نشيدي

أو جعفر المنصور أو من أسسوا ... تلك الحضارة في حمى التوحيدِ

آه ٍ و[ معتصماه ] ماعادت لنا ... نفسٌ تغار على عفاف الغيد ِ

حررتموا أهل الديار ولم نصن ... دارا ً لكم بالخير والتمجيد ِ

وتمزقت تلك البقاع وشتت ... أ ُسرٌ وشيخٌ صاح : أين حفيدي ؟

بل كم رأينا من أب ٍ يبكي على ... موت ابنه فيخالني تنهيدي

بل ويحنا من أمهم صارت الى ... حال يطول بها بكاء قصيدي

هذا ويسحقني صغير لم يزل ... طفلا ً يناشد ضحكة التمهيد ِ

إمّا يكونوا قطّعوا جثمانهُ ... أو يتمّوه على أحر قيود

ِأختاه معذرة ً نسيتُ مقاصدي ... ونسيتُ أن اليوم يوم العيد ِ

ونسيتُ أني قد أردتُ رسالة ً ... فيها التهاني مترعاتُ قصيدي

آه ٍ وآه ٍ من سجايا أمتي ... لا أستسيغ بها مذاق العيد

ِلكنني سأعود في قلمي الى ... أصل الشريعة فرحة ٌ بالعيد

وسأرسم البسمات رغم مصابنا ... وسأبعث الأفراح رغم شرودي

فالله مولانا ولا مولى لهم ... أرجوه ربي , خالقي , معبودي

فلتفرحي يا أختنا رغم الأسى ... رغم العدا والذبح والتشريد

ِإني أرى الفجر البهيج مقرّب ٌ ... فثقي بوعد الله بالتمجيـــد ِ

فالله مولانا ولا مولى لهم ... والله ناصرُ أمــّـــة التوحيـــدِ


حُررت في 1429هـ

هنــد عبد الله ~

الجمعة، 24 سبتمبر 2010

أفاضَ النّور ~

قصيدة كتبتها في صرح البيان لتحفيظ القرآن :

~

~


أفاض النورمــن فوق الجبال ِ= ليحدو ما توالى في مقالي

ويمحو داجيَ الظلماء فجر = من الخيرات يزهو بالجمالِ

حروفي من شموخ العز غارتْ = على العلياء من نجم الشمال

ترى نجم الثريّا في علـــــو ٍ = وتسمو فوقه نحو المعـــــــــالي

هنا في صرحنا نرعى وروداً = على علم ٍ يفوح بكل حال ِ

لهم حِلـَقٌ على القرآن دوما ً = كما النجمات من حول الهلال ِ

كتاب الله يحدوهم بشوق = إلى الجنّات في خير امتثال ِ

هنا في صرحنا عزم تسامى = يري الأمجاد معمور الفعـــــــال ِ

هنا أسرجتُ للعليا خيولا ً = تقود النفس طوعاً للمعالي

هنا نورٌ هنا عملٌ وسعي ٌ = هنا صحبٌ بهم خير الخصال ِ

ينادون الأماني أن تعالي = هلمّي كي نرى حلو المنـــــــــال ِ

إلى صرح ( البيان ) رنا قصيدي = ليسقي الحرف من ماءٍ زلالِ

أناسٌ لا يرون إلى الدنايا = خطاهم عامرات بالجلال ِ

أناسٌ همّهم جنّات عدن = ويطربهم حنين للنوال ِ

كأني فيهمُ نحلٌ تهاوت = على الزهرات من فوق التلال

لهم بالصبح ترنيم يداوي = سقيم النفس من ضيق وحال ِ

ألا يا إخوتي طابت خطاكم = وطاب بكم على الحسنى مقالي

وطابت أنفس لله تحيا = فكان الآيُ منهجها المثالي .


هنــــــد ~

::.. أمّة كالجليــــــــــــــد ..::

لمّا تطاول إخوان البقر على المقام الطاهر السامق ..

كنتُ لا أزال أحثو الخطى في كتابة الشعر - في محاولات عابثة -

.. ولم تكن لي الرغبة في اعتناق الأدب وقتها

بل قد قررتُ تجنّب هذا المسار والاكتفاء بالقراءة والقراءة فقط ..

لكن غضب الأمة كان أعظم من أن توقفه إرادة

فكانت انطلاقتي الفعليّة مع الأدب - من هذه الصرخة :

...

...


آه ٍ و آه ٍ ليتها ستفيـــد ُ ........ عن وصف حال ٍ يعتريه جليــد ُ

ثارت وثارت أمتي حتى غدا ..... لشهيقها صوت صداه بعيــد ُ

قد ضيعت مجداً تناما رفعة ً ....... حتى بدا فيها الهوان تليدُ

قد أسدلت سُجُـف الجهالة وانبرت .... وسط الدجى قد طابها التنهيدُ

من بعد ما كنّـا فؤادا ً واحـدا ً ....... إن هوجم الشريان ثـــار وريد ُ

خان الوريد عهوده فتمزق الـ ....... شريان حتى كلـّــــه التشريــد ُ

من بعد ما كانت زواجر أمتي ...... وضاءة ومضاءها صنديــــــد ُ

من بعد ما كان الرجال بواسلٌ ...... كالعاسلات ِ عوائها لوعيـــد

ُنامت عيــون الكبرياء ورددت ....... صوت الهوان فعابها الترديـــد ُ

يا ويح قلبي من سجايا أمتي ...... ذلّ وخزي ٌ والهوان مديــــــد ُ

قد أصبحت للغرب مضرب لهوهم ..... اضحوكة ً قد ملـّـها التجديـــد ُ

آآآه على عهد الصحابة حينما ....... لم ينفع الكفــــار قول : أعيدوا

إن خادعوا فأمامهم (صدّيقنا ) ........ أو أجرموا (عمرٌ )بهم سيجيــــــد ُ

أو حاربوا فأمامهم ( مسلولنا ........ سيف الإله ) لجيشـــهم سيُبيــــد

ُقد قيّض المولى لنصرة دينـــه ....... أرباب عزّ ٍ قادها التمجيــــــــــد ُ

وتقهقرت خطواتنا من بعدهــم ........ حتى أقمنـــا الذلّ وهو قعيـــــدُ

لا بأس يا قومي كظمنا ذلـّـنا ......... ورضينا منكم يا طغاة وعيــــــد ُ

ورضينا منكم يا طغاة مذابــحا ً ....... فينا بما أنّ القتيل شهيــــــــــــد ُ

ورضينا أن نرخي على أفواهنا ....... صمتا ً إذا ما الحقّ صار طريـــــد ُ

إلا محمــــــــد يا كلاب فإننا ......... لن نخشى ظلمـــا ً فيه أو تهــديد ُ

قبل السنين الفائتات لكم به ........ رسم ٌ فقلتم : نعتذر ... ونُعيــــــــــد ُ !!

فظننتموا أن الأمور لمسلــــم ٍ ....... كالسابقات لـثـَــورة ٌ وتحيــــــــد ُ !!

لكنكم لم تعقلوا من ســـــابق ٍ ....... أنّ الرسوم لها أشــــدّ رعيـــــــــدُ

كم أيقظت من نائم ٍ في أمتي ....... كان الهوى يحــــــدوه ثم يحيـــــد

ُكم كافر ٍ من بعدها أمسى على ..... الإسلام يرمقـــــــــه سنا التجديد ُ

هذا الحبيب المصطفى نفديه بالـ ...... أرواح والمـُـهج التي ستــزيـــــد ُ ...

من دمعها شوقا ً إليه وتبتغي ........ لقياه مهمـــا كلـّــــها التصفيـــــد ُ

هذا الذي قد نوّر الدنيا لنـــــــا ...... من بعد ما كان الظلام شديــــــــد ُ

الله نجـّــانا به من حفــــــــرة ٍ ......... موقودة ٍ وحرارة ٍ وصديــــــــد ُ

يا إخوة الأبقار أنتم لم تـــعوا ....... معنى الحياة لتفهمواو تُجيــــــــدوا

فلتعبدوا أبقــاركم ولتحمـــلوا ....... أوزاركم والكلُّ سوف يَـــبيــــــــدُ

والنصرة الكبـــرى بيوم قيامــة ٍ ...... فيكم جهنــــــم تصطلي وتزيــــد ُ

وندائيَ الثاني لكم يا قومنــــا ....... فلترفعــــوا جهــــلا ً علينــا قعيــدُ

يا ويحنا من جهلنا ضعنـــا على ....... ديمــومـــة ٍ فيهــــا الظلام شديـــد ُ

من جهلنا سبــوا رسولا ً طاهرا ً ........ رسمـوه والكذب القبيح عديـــــــــد ُ

ثرنـــا لنصرة أحمـــــــد ٍ لكننــا ........ قول ٌ بلا عمــــــــل ٍ له وعضيــــــد ُ

ندعوا مقاطعــة ً لهم شـُـلـّـت لهم ........ أيــد ٍ وجُــــــمّد عرقهـــا تجميـــــــدُ

لكنمـــا نصر الرسول بسنـــــة ٍ .......... فيهـــا الهدى والعزّ والتمجيـــــــــد ُ

فاستمسكوا بالعلم فهو دليلنــا ....... صــونوا القراءة واعملوا وأفيـــــــدوا

هذا ختام الشعر مهما صغتـــه .......... لن يبرئ الجرح العميـــــــق قصيـــــدُ


هند عبد الله ~