الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010
سَجايا فِتـَن ...~
من سَجايا فِتَن !
سوادٌ ترنّح فوقَ القُلوبِ
سُكارى شراب الهوى والمحن !
وظلّ يُشِيدُ الخُطى بالخَطا ..
تضجّ الحمى من مساوي الرُّعاة ..
تمدّ يديها تريد العَطا ..
فتنهرها كِذبةٌ من وشاة !!
ففيها من الشجب مالا تُطيق ..
تريد غذاءً ..
تريدُ غِطاءً ..
وتحلم دوماً بأدنى دواء ..
ولكنها تستحثّ الطريق ..
ومن غير زرعٍ تـُمنّي السماء !
فلا تعجبوا من عظيم التولّع كيف يرى الحُبّ كل الحياة ~
ولا تعجبوا من مساوي الرعاة ~
ولا غرو إن قطّعونا الوشاة ~
فنحن كأرضٍ تُريدُ النّماء
بغير بذورٍ ومن دون ماء!
و إن بَرق المزن فوق الجبال
غَفَت عنه حتى تجفّ الرمال !!
و إن لمحتْ شمس يوم النقاء ..
تمنّت سحاباً كريم العطاء !!!
فياللسذاجة ِ يا للتخلّف يا للتهاون يا للغباء !.
هنـــد ~
قولي لهم يا وردةَ التقوى بأنّي مسلمة !i!
في روضتي
وعلى ضِفَافِ محبتي ..
يمضي بيَ الإقدامُ في عزّ يقودُ عزيمتي
لن أنحني
لن أرعوي
فالله يحمي رونقي
ولأمره أنصاع حتى أرتقي
ولأجله – مولايَ - لا أرعى كلام الأخرقِ
يُعلي يصيح بخبثه :
" لا ترضخي
لا ترتضي
ولزمرة التشديد والتعقيد لا , لا تسمعي
أنتِ بغير الشوكِ أبهى طلةً
تُرضين أعيننا بحلو المطلع ِ
وتنالكِ الأيدِ بكل سهولة ٍ
وعلى طريق الانحلال تمتعي
وتطوري
وتقدمي
فإلى متى تبقين للصوت المزيف تسمعينَ
و للتخلف والتشدّق والعمى لا تخضعي "
..
لن أرتضي بكلامكم
لن أنحني لخداعكم
فالله مولانا ولا مولى لكم
عجباً !
أكان العزّ يشرق في غدي ؟!
لو كانت العينان والأيدي ستبطش في يدي ؟!
فمتى أكون رخيصةًَ ؟
ومتى أكون ذليلة ً ؟
إلا إذا خالفتُ شرع الله ربي موجدي
..
فأنا هنا في روضتي ..
وعلى دروب المحنة ِ ..
أسمو بمملكتي التي تهوى دموع الرهبةِ
وتذوب في دنيا الرجاء لربها في رغبةِ
فيضيع درب المحنةِ
بين الرجا والرهبةِ
~
ليفوح عطري من هنا
" من خافقي "
ويعمّ أرجاء الرياض بذكر ربي خالقي
وأصوغ للدنيا حكاية عزتي
و تأملي :
أني التزمتُ بأمر ربي فاستقام الدهر لي .
وأنا هنا في روضةٍ
وعلى ضفاف محبةٍ
لكنها لا تحتوي نفسي فقط حتى أقول بعزّةٍ :
" أنْ هذه هي روضتي " !
بل قد حوَت من كل بحر قطرةِ
من كل عين نظرةِ
من كل نفسٍ عثرة
فغرقتُ في لجج الهوى
مفتونةً
مطعونةً
مهتوكة ً
لا شوك يحمي رونقي
لا طهر يحوي خافقي
قد زيّن الشيطان درب التيه لي
فعصيتُ ربي خالقي
وغرقتُ في مستنقعاتِ الكاذبين توهماً
فسرى إليهم زورقي ..
قالوا السعادة ها هنا !!
قالوا التطوّر ها هنا !!
قالوا انعمي وتدللي في ظلّ حبٍّ هيمنا
قالوا وقالوا طائلٌ , ووجدتني
صدقتهمْ
وأطعتهمْ
لكنني في لحظةٍ , و ظننتُ أني أزدهي
فوجدتُ أني ذابلة
متقطعة
أوراقيَ الخضراءُ تشكو من خريف عارم أودى بها ..
بل كيف تُزهر من غدت لا حصن يحوي روضها ؟!
لا ستر يحمي عزّها ؟!
عبث الغبار بها فأحرق لونها وجمالها
وبقيتُ أرثي عزتي ..
قلّبتُ عيني يمنةً
قلّبتها في يسرةٍ
لم ألقَ عيناً ترتجي قربي وتسعى نيلها
غير الذين تنمقوا في فتنتي
لمّا رأوني كاشفة
متبرجة
متحرّقة
هدأتْ نفوسهمُ وولّوا تاركينَ ورائهمْ مطعونةً
يشكو الحياء مرادها
يرثي النقاء فؤادها
تحيى على بستان خيرٍ مشرق
لكنها ذبلتْ
بفعلِ الضنكِ والهمّ الذي أضحى بها
قولي لهم يا وردة التقوى بأني مسلمة
لكنني لم اتّق ِ مولاي فانقلبت حياتي مظلمة
بل محرقة
والآن لا لن أرتضي
واليوم لا لن أنحني
حتى متى أبقى بوحل الذلّة ِ ؟!
حتى متى يا قلبُ تهوى فتنتي ؟!
سأُلمّ بعضاً من هدى
وأصيح دوماً في المدى
أنْ تبتُ للرحمن علّ الله يغفر ما مضى
وأعيشُ للرحمن لا أعصيه دوماً ما روى
البستان قصّة وردةٍ دخل الربيع على خريف حياتها
فأحال ظلمتها سنا
وأقال عثرتها هدى .
.
.
.
هنــد ~
تنهّـــــــــــــــــداات ... || أنين المذنبين ||
حمراء ترثي شمسها رغم اللظى = فكأنها عيني التي ترثيني
لا تحسبوني في سراديب الجوى = متأججاً ومؤملاً تمكيني
ويح القلوب تكالبوا في عشقها = فغدت رهينة مطربٍ ورنينِ
كانت محلاّة بثوب من سنا = فرمت سناها وارتضت بالدون ِ
لي في سكون الليل أسمى قصّة ٍ = أبطالها دمعي وصوت حنيني
حتى إذا اختنق السواد رأيتُ في = دمع المآقي راحتي وسكوني
فهرعتُ والأرواح خامدةٌ على = أوتارها في غمرةٍ و لحون ِ
وقصدتُ جالية الهموم أزيدها = من مدمعي فتُجيد في تلقيني
"حتّامَ أبقى يا إلهي مذنباً ؟ = حتّام أنسى أنني من طين ِ ؟
حتّام يبقى القلب في لجج الهوى = متغطرساً والنور في تأبين ِ ؟ "
ووقفتُ في عِظَم المقام مطأطأً = رأسي و معترفاً بجرم سنيني
لله للقيّوم للحيّ الذي = من حلمه,مع زلّتي , يعطيني
طالت حكاية ذنبنا وتطاول الـ = شيطان في إغراقنا بالدونِ
عظم المصاب إلهنا , ما حيلتي ؟ = إن لم تكن رحماتكم تحويني ؟
مالي سواكَ أيا عفوّ فمن لنا = إن غُلقت أبوابكم من دوني ؟
ذنبي عظيمٌ والأماني نلنَ من = عزمي وأودعنَ الصمود عضينِ
ولكم أجاهد نفسيَ الخطّاء في = وادي الهوى والدمع كم يكويني
رباه عفوك أرتجي لا تحرمنْ = عفواً يزيل تحسراً يلويني
ناجيتُه متضرعاً متألماً = ثم ارتميتُ وزفرتي تطويني
أرجو حماه ولا ألوذ بغيره = هو وحده من علتي يشفيني
من وسط ليلٍ دامس أعلنتها = صيحاتُ قلب ضاق بالمكنون ِ
فرمى بما ألفى عليه الضيق في = باب الرحيم ومن به تمكيني
من هكذا نُسجت حكايتنا التي = صاغت بطولتها دموع عيوني
ثم انتهت في توبةٍ رُسمت على = وجه الصباح كفرحة المسكينِ ।
رُبَّ حالٍ أبلغُ من مقال ..
فجـــــرٌ جــديد ..
ما بين عين النرجس الزرقاء ِ
لمعانُ لؤلؤة الحمى الوضّاء
ِ ترثي بقايا المجد منذ خروجها
تسقي خدود الوردة الحمراء ِ
تحكي لنا من ذا يخال بروقها
إلا انزواءً في دجى الظلماء ِ
تحكي بأن الشمس رغم شموخها
تبدو أمام السحب كالعصباءِ
لكنّها لا تنزوي في سفرها
بل تصنع الأنوار للعليــاء ِ
فتشق عسجدها على هام الذرا
لتُري لوجين الماء ما الشمّاء ِ ؟
وتبدد الظلمات رغم غيومها
لتُضيف فجراً زاده معطائي ...
أرعى خيوط الشمس منذ بزوغها
حتّى يمحّص فجرها أهوائي ...
تسري لتقتل في فؤادي كبره ُ ...
وتجدد النسمات في أجزائي ...
وتعمّق النصر الجريح تُزيدهُ...
كرماً بفائض أدمعي ودمائي ..
أرجو سليل الفجر من نبضاته ...
نبضاً يزيح معاقل الضرّاء ِ ...
فأراقب الأطيار كيف تخالها ..
خِفّاً لتسبح في هوى الأجواء ِ ...
وتمدّ تعريفاً على تقصيرها
لله في أوتارها الجزلاء ِ ..
وتحيك بعد العاليات تماتم الـ
تسبيح ينطقها غدير الماء ِ ..
وكأنه يحكي يقول لربّه ...
حمداً إلهي أن شققت مضائي ..
وأرى الجبال معانقاتٍ للعُلا
بعمائم ٍ مزهوّةٍ بيضاءِ ِ ...
رَسَمَت معانِ الودّ في سكناتها
وبها وقار الشيخ والعلماء ِ ..
فكأنها تستغفر المولى على
ذنب التكبر أو سموم رياء ِ ...
حتى إذا ارتجفت رعودٌ حولها ..
لم تنثني لمعارك الأجــواء ِ ...
كم ألجمتني في عزيمتها التي
لا تنثني كعزائم الشرفــــاء ِ ..
هذا و يسلبني السّهوج إذا حوى
ورد الرياض على غدير الماء ِ
يعلي الصفير مكبّراً لله في
تعظيم من أعطاه خير عطاء ِ
والعين سادلة ٌ ستار ذهولها
حتى تنير مكامن الأضواء ِ ...
في كل سارحة ٍ على فجر الورى
لهجات تسبيح وخير مضاء ِ ...
سبحان من قد ألهم الدنيا هدى الـ
تسبيح تلهجه بلا إعيـــاء ِ ...
سبحان من أعطى الصباح مناهج الـ
تعليم للإنسان في الأحيـــاء ِ
كم لي بفجر الكون ألف حكاية ٍ
وعهود إيقاظ ٍ وخير جزاء ِ ..
لي فيك يا فجر الصباح مناهلٌ
تحيي القلوب وتحتوي أعضائي ...
هذا الذي لمعت بضوء بزوغها
مرأى المآقي لؤلؤ الهدباء ِ
مابين عين النرجس الزرقاء
وسقت خدود الوردة الحمراءِ
هنـــد عبد الله ~