لمّا تطاول إخوان البقر على المقام الطاهر السامق ..
كنتُ لا أزال أحثو الخطى في كتابة الشعر - في محاولات عابثة -
.. ولم تكن لي الرغبة في اعتناق الأدب وقتها
بل قد قررتُ تجنّب هذا المسار والاكتفاء بالقراءة والقراءة فقط ..
لكن غضب الأمة كان أعظم من أن توقفه إرادة
فكانت انطلاقتي الفعليّة مع الأدب - من هذه الصرخة :
...
...
آه ٍ و آه ٍ ليتها ستفيـــد ُ ........ عن وصف حال ٍ يعتريه جليــد ُ
ثارت وثارت أمتي حتى غدا ..... لشهيقها صوت صداه بعيــد ُ
قد ضيعت مجداً تناما رفعة ً ....... حتى بدا فيها الهوان تليدُ
قد أسدلت سُجُـف الجهالة وانبرت .... وسط الدجى قد طابها التنهيدُ
من بعد ما كنّـا فؤادا ً واحـدا ً ....... إن هوجم الشريان ثـــار وريد ُ
خان الوريد عهوده فتمزق الـ ....... شريان حتى كلـّــــه التشريــد ُ
من بعد ما كانت زواجر أمتي ...... وضاءة ومضاءها صنديــــــد ُ
من بعد ما كان الرجال بواسلٌ ...... كالعاسلات ِ عوائها لوعيـــد
ُنامت عيــون الكبرياء ورددت ....... صوت الهوان فعابها الترديـــد ُ
يا ويح قلبي من سجايا أمتي ...... ذلّ وخزي ٌ والهوان مديــــــد ُ
قد أصبحت للغرب مضرب لهوهم ..... اضحوكة ً قد ملـّـها التجديـــد ُ
آآآه على عهد الصحابة حينما ....... لم ينفع الكفــــار قول : أعيدوا
إن خادعوا فأمامهم (صدّيقنا ) ........ أو أجرموا (عمرٌ )بهم سيجيــــــد ُ
أو حاربوا فأمامهم ( مسلولنا ........ سيف الإله ) لجيشـــهم سيُبيــــد
ُقد قيّض المولى لنصرة دينـــه ....... أرباب عزّ ٍ قادها التمجيــــــــــد ُ
وتقهقرت خطواتنا من بعدهــم ........ حتى أقمنـــا الذلّ وهو قعيـــــدُ
لا بأس يا قومي كظمنا ذلـّـنا ......... ورضينا منكم يا طغاة وعيــــــد ُ
ورضينا منكم يا طغاة مذابــحا ً ....... فينا بما أنّ القتيل شهيــــــــــــد ُ
ورضينا أن نرخي على أفواهنا ....... صمتا ً إذا ما الحقّ صار طريـــــد ُ
إلا محمــــــــد يا كلاب فإننا ......... لن نخشى ظلمـــا ً فيه أو تهــديد ُ
قبل السنين الفائتات لكم به ........ رسم ٌ فقلتم : نعتذر ... ونُعيــــــــــد ُ !!
فظننتموا أن الأمور لمسلــــم ٍ ....... كالسابقات لـثـَــورة ٌ وتحيــــــــد ُ !!
لكنكم لم تعقلوا من ســـــابق ٍ ....... أنّ الرسوم لها أشــــدّ رعيـــــــــدُ
كم أيقظت من نائم ٍ في أمتي ....... كان الهوى يحــــــدوه ثم يحيـــــد
ُكم كافر ٍ من بعدها أمسى على ..... الإسلام يرمقـــــــــه سنا التجديد ُ
هذا الحبيب المصطفى نفديه بالـ ...... أرواح والمـُـهج التي ستــزيـــــد ُ ...
من دمعها شوقا ً إليه وتبتغي ........ لقياه مهمـــا كلـّــــها التصفيـــــد ُ
هذا الذي قد نوّر الدنيا لنـــــــا ...... من بعد ما كان الظلام شديــــــــد ُ
الله نجـّــانا به من حفــــــــرة ٍ ......... موقودة ٍ وحرارة ٍ وصديــــــــد ُ
يا إخوة الأبقار أنتم لم تـــعوا ....... معنى الحياة لتفهمواو تُجيــــــــدوا
فلتعبدوا أبقــاركم ولتحمـــلوا ....... أوزاركم والكلُّ سوف يَـــبيــــــــدُ
والنصرة الكبـــرى بيوم قيامــة ٍ ...... فيكم جهنــــــم تصطلي وتزيــــد ُ
وندائيَ الثاني لكم يا قومنــــا ....... فلترفعــــوا جهــــلا ً علينــا قعيــدُ
يا ويحنا من جهلنا ضعنـــا على ....... ديمــومـــة ٍ فيهــــا الظلام شديـــد ُ
من جهلنا سبــوا رسولا ً طاهرا ً ........ رسمـوه والكذب القبيح عديـــــــــد ُ
ثرنـــا لنصرة أحمـــــــد ٍ لكننــا ........ قول ٌ بلا عمــــــــل ٍ له وعضيــــــد ُ
ندعوا مقاطعــة ً لهم شـُـلـّـت لهم ........ أيــد ٍ وجُــــــمّد عرقهـــا تجميـــــــدُ
لكنمـــا نصر الرسول بسنـــــة ٍ .......... فيهـــا الهدى والعزّ والتمجيـــــــــد ُ
فاستمسكوا بالعلم فهو دليلنــا ....... صــونوا القراءة واعملوا وأفيـــــــدوا
هذا ختام الشعر مهما صغتـــه .......... لن يبرئ الجرح العميـــــــق قصيـــــدُ
هند عبد الله ~
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق