الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

الغَنيمةُ البَاردِة ..~

تقشّفَتْ الأزَاهرُ لليَبَابِ

...... وأجْزعَ موْتُها عَينَ السّحَابِ

وحلّ البَردُ مُنتَفِضًا كشيخٍ

...... وقورٍ حاذرًا ريْبَ العَذّابِ

نُقاسِي حَالَهُ ويقولُ صَبْرًا

...... عليّ فلنْ يُفِيدكمُ عِتَابِي

أنَا مَنْ كحّل الظَّلمَاءَ بَرْدًا

...... وأقْصَرَ شمْسَهُ كُرهُ الغِيابِ

يَفوزُ الغَانِمونَ بطُولِ لَيْلي

...... ويَخْسَرُني الذي يَخْشى رِكَابِي

تَراهمْ مُكرميّ وزمْهَريري

...... لِحَافَهُمُ ويَرجُون اقْتِرَابِي

يُقيمُونَ الرِّياحَ على هُداهمْ

...... وتَسكُن فِي خُشُوعِهِمُ رِحَابِي

أنَا لَيلُ الشِّتَاءِ فدّثرونِي

...... بقلبٍ خَاشِعٍ قَبْلَ الثِّيابِ .

.

.

.

~ هنـــــــد ~

السبت، 5 نوفمبر 2011

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

اللؤلؤ المكنون ~ العدد الأوّل ~ ...

.. آياتٌ من الجمال تتدفقُ ..

كالسحاب يزفّ بعضها بعضًا بتباشير المطر

وكأجمل بستان اهتز نشوة من وقع البشريات


.

.

.

هنــــــــــــــــد

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

خواطر العيــد ..~

حينما تتغنّى نسائمنا بالإنشراح لتمام الطاعة

و إتمام العبادة

نهتف بالأعيادِ أن حيّ الأفراح

وعلى مرافئ همّتنا تطيب التهاني

::~ كل عام وأفراحكم تتوالى وأتراحكم تتوارى ~::




العيدُ .. يومُ فرح

يخفف عنّا أيامًا عشناها من غير فرح (!!)

.,’

قلوبنا عيدٌ نستأنسُ به كل حين

لو أننا أدركنا معنى أن تعيش بلا ضغينة (!!)

.,’

بأي قوةٍ ..

تضخّ البهجة في عروق القلوب الميّتة يا عيدُ ؟!

.,’

جاءَ العيدُ .. فهل دفعنا الإخلاص والإحسان

لنزدان اليوم بثياب التقوى ؟!

.,’


والعيدُ ...هتافات =) ..






.


.


.


::~ هنــــــــــــــد ~::

المحرابُ الأخير ..~

المِحرابُ السادس ..~
العاشر من رمضان 1432هـ



{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ

قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ

وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } ( البقرة 258 )


عندما حآجّ الكافرُ إبراهيمَ في ربّه

توالت براهين الحق من سيدنا إبراهيم - عليه السلام -

حتى أحق الله الحق بكلماته فبهت الذي كفر ..

وعندما يداهمنا الشيطان بخواطر الكفر (!!)

فلتنتفض قلوبنا بحجة إبراهيم - عليه السلام -

وسيلهمنا الله من مشاعر التوحيد ما يُبهت الشيطان وكيده ..

{ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } ( آل عمران 139 )


~~~~~~~~


{ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ

ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ

وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ

قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ( البقرة 259 )


دقق في أحوالنا نحن الجهلة !!

عندما يقوم أحدهم بضرب الأمثال لتوضيح رؤية يؤمن بها

ترانا متحلقون وأعيننا تتسابق لفصاحة ما جاء به !

والله سبحانه وتعالى يسوق إلينا الأمثال في كتابه العزيز

براهينُ قدرة ٍ ومعجزةُ بلاغة وفصاحة

ونمررها سريعًا حتى لا نكاد نفقه شيئًا مما ضربه الله لنا !!

كسحائب الصيف التي إن أمطرت ما أزهرت بالقيعان المجدبة {.. وقلوبنا أشدّ قحطًا (!!)

فأنّى لنا بالربيع إذا كنّا نطمع بأمطار صيفية !!

~~~~~~~~~


{ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ } ( البقرة 263 )


أنظر إلى النعمة بعينيّ محروم

وانظر إلى نفسك من نافذة الفقر

حينها ستعلم كم من جرح ينقشه المنّ في قلوب المحتاجين !!


وانظر إلى المعروف بعينيّ مكروب

ثم انظر إلى نفسك من نافذة الضراء

حينها ستعلم كم من قهر يحكه المنّ على قلوب المكروبين !!


وانظر إلى الإبتسامة بعيني مجروح

ثم انظر إلى نفسك من نافذة الشدّة

حينها ستعلم كم من ضيق يجرّه المنّ إلى قلوب الملتاعين !!


بل انظر إلى الإحسان بعينيّ والديك !! -وهو واجبٌ وليس صدقة -

ثم انظر إلى نفسك من نافذة والديك !!

لتعلم حينها كم من غبن يعصره المنّ في قلبيهما !!


فإن عجزنا أن لا نلحق صدقاتنا بمظاهر المنّ وهتافات الضجر والملل والتأفف

فلنقل خيرًا أو لنصمت .. ذلك خيرٌ من صدقةٍ يتبعها أذى ..!


~~~~~~~~~


{ يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ } ( البقرة 269 )


عندما أرى أسراب النمل تسعى بالصيف باحثة عن مؤونة الشتاء

وأرى أمواجًا من البشر ينامون عن الآخرة سعيًا وراء شهواهم !!

يزداد يقيني أن الحكمة بيد الله يؤتيها من يشاء .


~~~~~~~~~


{ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ .... } ( البقرة 272 )


حينما تكون لَبِنةً من لبنات المجتمع الإسلامي الجاد

وحينما يكون قلبك هبة للباحثين عن القرار !!

تتخيّر الكفوف التي ستهبها هبتك ..

وتتفانى في تعليمها دروس الوفاء وعظم الأمانة

ترتجي أن تتتابع الكفوف التي تحمل قلبك حتى بعد موتك !!

لكنك تتفاجأ في آخر يوم والذي ستسّلم فيه شهادات إخلاصك بتخاذل هذه الكفوف

واحدة تلو الأخرى - إلا من رحم الله -

فالذي لا يتصوّر حدوث مثل هذا المشهد له تجده عند تعرّضه له

يتّهم إخلاصه وعلمه وعمله وجهده وقلبه بظلم وجور !!

فيتكاسل ويتضجر ويتوقف فيفتر ويطول فتوره حتى إذا ما ضاق ذرعًا بالسبل فقد ينتكس

ولستُ أجد خذلانًا أمر من خذلان الذين أبعدهم الله عن دروب رضوانه !!

فعليك يا من جنّدت قلبك على هذه الجبهة أن تتوقع الخذلان من البشر

ليزداد حسن ظنك برب البشر ., فـليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء .



.

.

.

هذا ما شاء الله أن يرتدّ صداه في الصفحات

بعضٌ من الوقت الذي استخلصته لنفسي في رمضان

وكم أسأل الله أن يسخر لهذه الحروف من ينتفع من صحيحها

ويسدد خلل سقيمها .. والله الموفق والمستعان

::~ هنــــــــــــــــــد ~::

السبت، 3 سبتمبر 2011

المحرابُ الخامس ~

المحرابُ الخامس ..~
السادس من رمضان 1432هـ ..

{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} ( البقرة 216)


لو أننا رأينا مستقبلنا وأرزاقنا التي قسمها الله لنا فيه

لما سخطنا على فوات أشياء نحبها ولم يقدّرها الله لنا

بل لتنازلنا عن أشياء كثيرة كنا نحبها (!!)

فلا تأسوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم .


/\/\/\/\/\/\/


{ .... وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُوًا ..} ( البقرة 231 )


السماء آية والعين عنها لاهية

والأرض آية والقلوب عنها غافلة

والعين والقلب آيتان وعن أنفسنا النفس معرضة (!!)

كم من آيات الله تستنطق أفئدتنا وقد اتخذناها لهوًا ولعبًا !!


/\/\/\/\/\/\/


{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ } ( البقرة 238)


أسبغَ النور فتقاطر الضياء مع إسباغه

أقبَلَ يمسحُ عن وجهه ويديه آثار سيئاته

اسْتَقبَلَ السكينة وعليه سمتُ الآصال ووقار الضُحى

امتلأ تعظيمًا فكبّر , ثم امتلأ تمجيدًا فركع

حتى ازداد طمأنينة فرفع , ثم سجد لينثر تعظيمه وتمجيده وتسبيحه ودعواته وحاجات نفسه

للذي يعلم الجهر وأخفى - جل في علاه -

فيزداد بذلك وقارًا على وقاره !!

عجبًا .. كيف تقر قلوب القاطعين لحبل الله ؟! التاركين للصلاة ممن يؤمنون بأن لا إله إلا الله ؟!!!


/\/\/\/\/\/\/


{...قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا

فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ ... } ( البقرة 246)


كثيرة العقليات التي تشبه في خفّتها عقليات قوم طالوت !!

- خصوصًا في المناشط الدعوية والساحات العملية الجادة-

التي تتعهد بما لا طاقة لها به , وتُلبس همّتها كلامًا فضفاضًا من الثبات

حتى إذا نطق العمل وجدت أكثرهم ينكثون !!


.

.

.

حرر في 6 رمضان 1432هـ

هنــــــــــــــد

المحرابُ الرابع ~

المِحرابُ الرابع ..~
الخامس من رمضان 1432هـ






{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالفلك الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ

وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ لأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ

وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَلأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلون} ( البقرة 164 )




العيون الباسطة لنظرها في السماوات والأرض

الناظرة بعين البصيرة لما جعل الله بهنّ من آيات

لا يرتد إليها الطرف خاسئًا أبدًا ..

إنما تُجازى بإيمانٍ يعمر قلوب أصحابها وترجع تلك الأنظار بوافر الرضا

وقبل أن تسدل جفونها عن تلك الآيات

تتنفس التسبيح وتلهج بالحمد ...



×××××××


{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ

أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ } ( البقرة 165 )


لا يوجدُ ألمٌ في الدنيا يعادل ألم الذين جفاهم الله بعد صلة به وقربى ..!

ويا عجبي لقلبٍ حبّ غيره !! .... فلا والله لا يهنا بغيره




×××××××


{ .. أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ } ( البقرة 175 )



عندما نكون متشبثين بآرائنا

وعندما تُعرض علينا النصيحة بأسلوب يجرحنا

.. فإننا نُحمّل من نصحنا وزر إعراضنا وصدودنا

بسبب كلماته الغير لائقة في نظرنا

مع أن وزر صدودنا لا يتحمّله أحدٌ سوانا !!

فلنحذر من أن نشتريَ الضلال بدراهم الهدى .. (!!)


×××××××


{ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ

وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ

وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }

( البقرة 177 )




حينما نقرأ في نهاية الآية { أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }

تتأجج أشواقنا لتقسمنا إلى فريقين :


فريق يستأنس بالخبر ويسأل الله من فضله دون الجد في معرفة أوصاف المتقين

والتخلق بأخلاقهم , فأولئك أشواقهم كسراب بقيعة يحسبه الظمئان ماءً

وفريق يأنس بالخبر حد البكاء فتجد يتلقف الأوصاف واحدة واحدة , يسأل الله من فضله

ويجاهد في تحقيقها حق الجهاد

فتراه مؤمنًا , منفقاً للمال على حبه الشديد له , مقيماً للصلاة , يؤتي الزكاة , وفيّاً بالعهود

صابرٌ في ثلاث مواضع :

حال الفقر و حال المرض وعندما يشتد القتال ..

ولا أجد ميدانًا يشتد فيه القتال أشد من قتال النفس لهواها ..

فليتخذ كلٌ منّا موضعه وبأي فريق يريد أن يكون

وموعد المتقين الجنّة .


××××××××


{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } ( البقرة 186)




عندما تقف بين يدي الله جل وعلا

وحينما تقرأ هذه الآية بالذات

تتفتق من أعماقك الدعوات

وتتشقق عن قلبك عيون التحنان وأنهار التمجيد

لأنك موقنٌ بأن الله " قريب "

وأنه يعلم ما في قلب عبده وإن عجز العبد عن وصف ما يريد .




×××××××


{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ } ( البقرة 204 )


عند تقلّب الوجوه ..

وانكشاف المستور ...

قلبٌ يحترق .,’ ويراع عقيم من سوى { .. الخيبة والألم



.

.

.

حرر في 5 رمضان 1432 هـ

×× هنـــــــــد ××

السبت، 27 أغسطس 2011

المِحرابُ الثالث ..~

المحرابُ الثالث ..~
الرابع من رمضان 1432هـ




{ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا } ( البقرة 144 )



في هذا الموقف الحنّان .. بين كرم المُعطي وأمانة المُبلّغ




يُقلّب الحبيب - صلى الله عليه وسلم - وجهه في السماء مرّة بعد مرّة




منتظرًَا نزول الوحي بشرائع القبلة




ليرضيه المولى جلّ وعلا بأن جعل مكة قبلة للمسلمين كافة !




فلنثق أن ما بين عطايا الله جل وعلا التي تُرضينا سوى أن نرفع أيدينا




ونقلّب وجوهنا في صفحات السماء ... وبأمانة !!




{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ } ( البقرة 152 )






أما وإن وصل الشرف بأن يذكرنا العظيم جل وعلا في نفسه



وعند ملأ خير من الملأ الذين ذكرنا الله عندهم !!



فماذا ننتظر ؟!



وبأي غبن نكفّن أوقاتنا التي لسعتنا عقاربها غفلة عن ذكر الله جل وعلا ؟!



.. ربنا بارك لنا في أوقاتنا واجعلها عامرة بذكرك ..



{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *



الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } ( البقرة 155-156 )






بأي دماءِ أمّتنا أدوّنهمْ ؟!


بأي مجازر الدنيا سأسْتَوحِي الجراحَ لهمْ ؟!


بنَبْرَاتِ الأسى معهم على أوتار مدفعهم ؟!


أم القحط الذي أودى بأفئدةٍ كما أودى الرصاصُ بهم ؟!


أجيبوني فقد كلّت دموعُ القافِ من دمعي


وجفّ الحبرُ في هَول التياعي من مدامعهمْ


.................................


أغيثوني بحرفٍ صادق يُهدي الوفاء لهم


ويشفيهم ويُرضيهم


عن الصمت الذي جَعلَ الجراحَ اليومَ علقمها كبلسمها


فصار القدس تاريخاً للوعتهم


وصار الدمّ في أصقاع أمتنا تضاريساً :_


..............................


* بها قممٌ كساها الثلجُ فاعتادت ترى الأطفال موتى في معاقلهم !!


من الخوف الذي قد ضمّ فرحتهم


أو الجوع الذي أنساهمُ معنى ابتسامتهم


فلا شمسٌ تذيب الثلج كي تحوي براءتهم


.................................


* بها شطآن عزّتنا وشمس العز قد ماتت !!


نسيمات الصباح بها على الآصال قد طافت


فصدّتها وفي أمواجها وجدٌ وقد قالت :


عروق العز في الأبناء نابضة وما زالت


فردّ الفجر مكسوفاً :


و هل للبدر من حيَلٍ إذا ما الشمس قد ماتت ؟!


................................


* بها الوديان مزهرةٌ بغيث من مدامعهم


وسيلٌ عارمٌ يسقي الشعوب اليوم من دمهم !


على الأطلال فسّاق الهموم تُطلّ أعينهم


فيلوون الرؤوس " لقد مللنا من مصارعهم " !!!


وينعمسون في اللذات ِ ..



لا قلبٌ به حُرَق ٌ
ولا عينٌ بها أرق ٌ
ولا شكرٌ على نعم ٍ
ولا حمدٌ لمنعمها


ولا ألمٌ سوى ألم الهوى يُحيي مواجعهم !

.........................................


إلى العين التي نامت على كفّ من النعم ِ


إلى النفس التي ملّت من التحنان والألم ِ


إلى الشمس التي ماتت عن الشطآن والقمم ِ


إلى البدر الذي يحيى على العرفان والشيَم ِ

.....................................


رأيتم قهر سوريّة ..


وكيف تساقط الشبان من ظلم وبعثيّة

وفي ليبيا وباكستان أصوات جهادية


وفي الصومال أفواجٌ تموت الآن منسية


فكيف النوم يهنأكم ؟!


وكيف النفس تشغلكم ؟!


وكيف تطيق أعينكم بأن تسهو عن الدمعات ِ بالفسق الذي قد بات


يلهو في مصارعكم ويُنسيكم مصارعهم ؟!


.........................................

أغيثوهم.. بأحوال ٍ تسرّ اليوم أمتنا


وترفع راية التوحيد تمحو ذلّنا عنّا


أغيثوهم بشكر يبعث النسمات في شطآن عزتنا


وبالدعوات زيدوهم لتحيا شمس قوّتنا


ويبدو البدر وضّاءً يبشرهم و يجبرهم


ويؤنسهم , يدثّر بالسكينة قلب خائفهم


فقد قال الإله الحقّ أن العزّ حالفهم


{..إذا ما غيّر الأقوام من أحوال أنفسهم .




.



.



حرر في 4 رمضان 1432هـ



::::~ هنـــــــد ~::::


الأربعاء، 17 أغسطس 2011

المحرابُ الثاني ..~

المِحرابُ الثاني ..~
الثالث من رمضان 1432هـ









{ ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ } ( البقرة : 64 )




الإنسان في بحر الحياة يعيشُ بين





مدّ الفضل وجزر الرحمة , ولو كان غير ذلك لكنّا جميعاً من الخاسرين !





سبحانك ربنا ما قدرناك حق قدرك .. يا واسع الفضل يا أرحم الراحمين














{ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ




وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } (البقرة :74 )








عندما تكون الحجارة أفضل حالاً من قلوبنا القاسية




فمنها ما يتفجر منه الأنهار , ومنها ما يشقق فيخرج منه الماء




ومنها ما يهبط من خشية الله




كما اندكّ جبل الطور واهتز جبل أحد تحت قدمي الرسول - صلى الله عليه وسلم -




فإنه لا حاجة لنا إلى عقل أو منهج أو حياة !!




لأنها ببساطة خطوات تقودنا إلى جهنم !!




وكم نخشى أن نكون مما قال الله فيهم { إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً }




فلابد أن نعرّض قلوبنا لأمواج القرآن علّها تلين




وإلا فعلى الدنيا السلام !





{ وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }
( البقرة :80)

الأمن من مكر الله داءٌ أصاب معظم شبابنا اليوم


حتى إذا ما ذكّرتهم بحدود الله قالوا : لن يدخل النار موحّد !!


بعضهم يجهل أن الموحّد لا يخلّد في النار لكنه يدخلها


ليُطهره الله من ذنوبه فيستحق دخول الجنّة برحمة الله ..


والبعض الآخر والأجهل من هؤلاء


الذين يُبررون تعدّيهم على حدود الله بقوله تعالى { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا }


ويتجاهلون قول الحقّ تبارك وتعالى :


{ بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }


فلا نامت عيون الآمنين من مكر الله


الذي يسيّرون الشرع على هواهم


ويقولون على الله مالا يعلمون !



{ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ } ( البقرة : 88 )

حينما تكون آياتُ الله هي الفصل بين نظريتين مختلفتين


يبدأ المعارضون بسرد النظريات العقلية


ليفرضوا على من رضيَ بحكم الله قبول نظرياتهم القاصرة !!


حتى إذا أخبرهم وفصّل لهم خطاب المولى جلّ في علاه


يردّون عليه القول بعد الاقتناع


وكأنهم يعيدون تاريخ الذي قالوا { قلوبنا غلف } أي : لا تفقه ولا تقتنع !


فلـ { ..يحذر الذين يتّبعون أهوائهم من غضب الله التي أغلق عن قلوبهم فقه آياته بما كانوا يفترون .


{ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } ( البقرة : 112 )

إيماننا من غير إحسان ..


كرجل ضائعٍ في فلاة ..


زاده قليل وعليه بُردة لا تكفيه هجير الصيف


ولا تقيه برد الشتاء !


{ وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ } ( البقرة : 116 )


{ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } ( البقرة : 118 )

ما بين القنوت لله واليقين بأخبار الله


برزخ العلم وموطن العمل !


فالموقن بأخبار الله يعلم ويعمل ليخضع ويقنت لله عز وجل


وما افتقارنا للخضوع إلا لأننا نقف على سوق اليقين نريد شراء القنوت وما في جيوبنا غير دراهم الكسل !!


{ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ } ( البقرة : 138 )

إنّ من الهوى ما اسْتُعبِدَ على حق !!


ولكم يعجب المرء من هوى المُخبتين إلى الله والمستأنسين بصبغة الله تبارك وتعالى


كلما نهاهم هواهم عن الدرب أعادهم الشوق إليه !!


فكان الشوق إلى الله سيّد الهوى فيهم !


نسأل الله من فضله .

*~*~*

* محرابُ الضاد :



{ قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى ... }
( البقرة : 136 )

الأسباطِ علامة إعرابها الكسرة مع أنها معطوفة على أسماء علامتها الإعرابية الفتحة !!


والمعلوم أن المعطوف عليه يتبع المعطوف في علامته الإعرابية


إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ


(!!)


السبب أن إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ


أسماء أعجمية ^^ .. وقعت بعد [ إلى ] فجاءت مجرورة بالفتحة


لأن أسماء العجم ترفع بالضم وتُجر وتنصب بالفتح


أما الأسباط فهي جمع سبط تُجر بالكسرة *^


لذلك اختلف إعرابها عن توابعها .


من تلميحات أستاذي الكريم الشيخ محمد فنديس وفقه الله وجزاه عنّا جنّات النعيم .

*~*~*

{ تِلْكَ اُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْئَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ( البقرة : 141 )

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح :


[ من بطّأ به عمله لم يُسرع به نسبه ]


ومن جميل ما قيل في هذا الصدد قول الشاعر :


لا تقل أصلي وفصلي يا فتى ... إنما أصل الفتى ما قد حصل
.
.
.
حرر في 3 رمضان 1432هـ
هنـــــــــــــــــد

الخميس، 11 أغسطس 2011

المحرابُ الأوّل ..~

المحرابُ الأوّل ..~
فجر الثاني من رمضان 1432هـ ...




{
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ.


يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ } ( البقرة :8-9)



كما أن أعظم الفوز للعبد أن يوفقه الله لدروب الجنّة من حيث لا يحتسب


فإن من أعظم الخسران أن يخذل الله العبد من حيث لا يشعر !!


وهو الخطر الذي يتسلل إلى قلوب الذين يدّعون الإيمان بالله واليوم الآخر


لكنهم يخادعون أنفسهم فلا ترى لهم انقياداً لأوامر الله عز وجل


فكان جزاؤهم أن أغفَلَهم الله عن هذا الخطر الذي وقعوا فيه


وتركهم في سكرتهم يعمهون !!


وما أكثر الذين يتخبطون في غياهب الغفلة !


نسأل الله السلامة والعافية




{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ


وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الفَسقين } ( البقرة : 26)



عندما يضرب الله - جلّ وعلا - مثلاً في البعوضة وجناحها لإيضاح الحق


يقابل المؤمنون هذا المثل بالتصديق ويَستَقون منه اليقين حد الإرتواء


في الوقت الذي يزداد فيه الظالمون ظلماً لأنفسهم ويستنطقون الضلال بقولهم [ ماذا أراد الله بهذا مثلاً ]


فيشربون الإحتقار في قلوبهم حد الضنك !!


فالـ{.. حق ,’ غمامة رحمة ’, لا تُساقُ إلى من شيمتهم الإحتقار ..


الذين يستهزؤون بكل قطرة حق ويسخرون من كل وابل صدق في أمانة ناصح أو موعظة عالم


إنما يسوقها الله إلى القلوب التي وفقها للحياة بها والإرتواء منها .




{ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } ( البقرة :38)

المسافرُ في وضح النهار


يرى الطريق بوضوح ويسير عليها بثبات


حتى وإن تلبّدت الغيوم في سمائه فإنه لا يخاف ..لأن النور حليفه .,،



بينما المسافر في جوف الليل


تراه يقف عند كل محطة ليسأل العابرين عن الطريق الصحيح !!


أما وإن تلبّدت الغيوم في سمائه فتراه يجعل أصابعه في أذنيه من الصواعق حذر الموت


لأن الظلام رفيقه




والله سبحانه وتعالى قد تعهّد بالأمن لمن اتّبع شمس هداه


فيا مسافرًا- وكلنا مسافر - لا تستبدل شمس توفيقه بوحشة ليلك وقلّة حيلتك .


.


.


.


حرر في 2 رمضان 1432هـ


::: هنــــــــــــــــد :::

الاثنين، 8 أغسطس 2011

مَحَاريبُ التَدبّر

{ وَلقَدْ يسّرنَا القُرآنَ للذكرِ فَهَلْ مِنْ مدّكِر }


.. في محرايب التدبر ..



أتفيّأ ظلال آية

أفهمها من وحي ربي ثم ألجأ لنور علمائنا

أسدد بقولهم ما سقط عني فهمه أو غاب عني إدراكه

فأعيشُ لحظاتٍ ربيعية تحت ظلال القرآن الوارفة



***



ولأن قلمي مغرور قليلاً

فقد تجرأ على أن يدوّن خواطره حول بعض الآيات

شيءٌ مما اختلج في صدر جاهل ثرثار

أبى إلا أن يُطلِعَكم عليها فإن كان ثمّة خطأ { فـ..سددوه

وإلا عسى أن تكون هذه الخلجات حجّة له لا عليه ...


فالموت يسرقنا من حيث لا ندري ..

والوقتُ يُشغلنا عن ظلمةِ القبر ِ ...
.

.

محرابي قائمٌ منذ الليلةِ الأولى مِنْ رمضان

لكنّ أجوائِي المُنهكة سارتْ بركبَانِ الأيامِ من غيرِ أنْ أشعُر

لذا فـ ..قنديلُ محرابي لن يُضيء عليكم كل ليلة

إنما سأشعله لكم كلما هدأت عواصف الإجهاد عني

فلستُ أطيق رمضانَ بـ { ..عزيز مُتعبٍ ,’ وقلبٍ لاه

وحتى اللقاء

ادعوا لعزيزي بالشفاء ولقلبي بالـ {..حياة ..

***

8 رمضان 1432هـ

هنـــــــد